في مسألة (القول)
نيسان ـ نشر في 2015-07-22 الساعة 10:42
بقلم الاديب والكاتب الاردني ماجد شاهين
في القول تصنيف ٌ و حدود و مساحات ، فالقول في بلادنا / الكلام يقع ضمن خانات ثلاث :
__ قول ٌ / كلام متاح قوله و بلا عواقب وخيمة ، و تتحدث فيه ألسنة الناس و أقلامهم في الشوارع والمنازل و أماكن العمل والمقاهي ، و مثل هذا القول في الأغلب الأعمّ قد ينفع للتنفيس أو للتسرية عن الناس ولكنه لا يضرّ ولا يقلب معادلات .
__ قول ٌ / كلام نصف متاح و بعواقب نصف وخيمة ، و تتحدث فيه نصف ألسنة الناس و أقلامهم في نصف الشوارع و نصف المنازل و نصف المقاهي ، و مثل هذا القول / الكلام يُمارس و يُقال و تُدار به ومن خلاله حلقات الاستقواء و تمرير أفكار محدّدة في زمن محدّد ، و في النتائج تتصارع نصف ألسنة الناس و أجسادهم و أمّا النصف الآخر فيكتفي بالفرجة من غير تعليق . . والأنصاف تتبادل الأدوار في النميمة والصمت .
__ قول ٌ / كلام ممنوع علينا قوله وغير متاح بالمرّة ، لكنّه مسموح لنخبة محدّدة التصريح به في الزوايا والصالونات الخاصّة و في عناوين محدّدة في الصحف و وسائل الإعلام ، و يجري إطلاق مثل هذا القول لغايات توجيه رسائل كبيرة أو لجسّ النبض أو لامتحان تحوّلات الشارع أو لخلط الأوراق و إرباك الذهن و نسف شروط التفاهم .
...
فأين يقع كلام كلّ واحد أو واحدة من القارئين أو القارئات في هذا التصنيف .
.. التصنيف اجتهاد راكمته خبرة و قراءات يوميّة للشارع ، و بالنسبة لي فأنا أعترف و أقرّ بأنّني عرفت مساحتي منذ أكثر من أربعين سنة و أعرف حدود اللعب والقول المتاحة إليّ ولذلك أسجّل أنّني أقع في باب الكلام ضمن الخانة الأولى و حسب ، و ربّما أقلّ قليلا ً .
...
ليست رسالة إلى أحد ، بل محاولة للمراجعة وتذكير النفس بأن ّ القول في بلادنا له حدود و مساحات و لا ينبغي تجاوزها إلا ّ للمغامرين .. ولست مغامراً بما يكفي